دراجة بدولاب واحد

انتصار أحمد

948

10th of July, 2020

تستوقفني بشدّة مظاهر، أراها تارة جنونيّة، وتارة أخرى حركات بهلوانيّة رياضيّة، لا بدّ من تأطيرها وقوننتها بشكل مناسب؛ كي لا تبقى بشكل عشوائيّ ربّما تسبّب الأذى لمن يمارسها، وللأبرياء في الطريق.

ما سنتحدّث عنه، يكاد يكون مظهراً مألوفاً للجميع؛ إذ كثيراً ما نرى سائق دراجة، يقوم بحركة مفاجئة تجعل من درّاجته تسير على دولاب واحد! وهنا لا بدّ من ذكر طرفة جرت في الواقع، حين كان أحد الشبان يقوم بشكل دائم بتسيير درّاجته على دولاب واحد؛ بما يسمّى تشبيب الدرّاجة.. وكانت تصل إلى مسامع والده شتائم؛ بسبب ما يرتكب ولده، بالرغم من تحذيره الدائم له، ونهيه عن هذا التصرّف غير اللائق والخطير، إلى أن فكّر في حيلة وجدها هي الأنجح والأجدى لثني ابنه عن هذه الحركات؛ فكان أن قام ذات يوم بفكّ الدولاب الأمامي للدراجة، وحين استيقظ ولده، ورأى ما رأى، سأل والده عن العجلة الأماميّة، وأين هي؟! فقال له الأب: وبماذا تلزمك، طالما أنّك تجعل درّاجتك تسير على دولاب واحد فقط؟!

وفي المقلب الآخر.. لو نظرنا بعين واقعيّة متجرّدة لاستيعاب هذه الظاهرة، التي باتت تتمدّد، وقمنا بإنشاء نادٍ يهتمّ بمن يهوى هذا النوع من البهلوانيّات، يكون مرخّصاً له رسميّاً، يتمكّن من خلاله هؤلاء من ممارسة هواياتهم بعيداً عن مستخدمي الطريق، وبما يلبّي رغبتهم في ذلك، ضمن شروط مدروسة، لا أعتقد أنّها صعبة لمن يودّ احتواء هذه الظاهرة، وكذلك إقامة راليات وسباقات لهواة السرعة في حلبات مخصّصة لذلك، على غرار الراليات والسباقات، التي تنظّم للسيّارات.

هي خطوة ناجحة لجهة احتواء هذه الظاهرة وتفريغ طاقة الشبّان، وفي الوقت ذاته، تنظيم هذه الرياضة وجعلها عالميّة؛ منطلقها بلدنا، وتحقّق كذلك عوائد ماليّة، تعود بالنفع من خلال تحديث الصالات الرياضيّة وبنيتها التحتيّة وتطويرها، عدا عن كونها فرصة للترخيص لها، ووضع لوحات للمخالف منها.

الأكثر قراءة
فيدوهات مختارة