مشفى سلحب الوطنيّ (الشهيد صالح عبد الهادي حيدر) إنجازٌ بتصميم رائع بإرادة الرجال المحبّين للخير والمنتمين إلى كليّة الوطن

حماة - محمد صافي حسن

3809

3rd of July, 2019

لا يوجد عمل يسمو، ويعلو على العمل الإنساني؛ فكيف إن كان هذا العمل هو بناء مشفى متطوّر متكامل، يقدّم خدماته الطبّيّة والعلاجيّة لأهالي المنطقة، وجميع من يقصده؛ وخاصة أنّه تمّ بزمن قياسيّ، بإشراف الشيخ الإمام شعبان منصور ومتابعته، وبجهود ومشاركة أهل البرّ والإحسان ومشاركتهم، ودعم من مؤسّسات الدولة والعاملين فيها.

ويتألّف البناء، الذي تمّت تسوية أرضيّة الجبل؛ لتتناسب مع بنائه في (22-6-2016م)، من (5) كتل، و(4) طوابق؛ مساحة الكتل تقريباً (2800) م2، وبمساحة عيادات تقدّر بأكثر من (600) م2؛ إضافة إلى ملحقات المشفى من غرف محرّكات وغيرها؛ كما تمّت تسوية أرض لبناء جامعة طبّ وتمريض، مع ملحقات بجانب المشفى، وضمن سور المشفى، والأرض جاهزة للبناء؛ بانتظار الموافقة على البناء؛ ليتمّ البدء.

وبعزيمة وإرادة لا تعرفان المستحيل، تمّ شقّ طريق إلى المشفى مسافة (2) كلم تقريباً، مع تزفيت الطريق، ووضع الأطاريف ومصارف المياه تقريباً على طول الطريق؛ كما تمّ توصيل الصرف الصحّيّ بالمسافة نفسها، مع الإشارة إلى أنّ التركيب تمّ باليد البشريّة، مع بعض الآليّات البسيطة: (تركس، ووزن بوريّ الصرف تقريباً (1) طنّ بطول قدره (270) سنتمر، وتمّ إيصال مياه الشرب من نبع أبو قبيس إلى المشفى، وإلى بعض المناطق الأخرى، بالرغم من وعورة الطريق، وفي الجبل مسافة أكثر من (6) كلم، وباليد البشريّة أيضاً، وبناء خزّاني مياه كبيرين، وحفر بئر مياه بالجبل، وتمّ توصيل الكهرباء بدعم من الدولة.

إنّ اجتماع كلّ المحبّين للخير؛ متسلّحين بقوّة الحقّ والعمل الشعبيّ، أثمر خلال فترة وجيزة فقط برسم ملامح المشفى المصمّم بسعة تبلغ (240) سريراً؛ مع العلم أنّ طعام العاملين في المشفى يتمّ تناوله في بيت الشيخ شعبان منصور؛ يوميّاً هناك أكثر من (50) شخصاً، وأحياناً (100) و(200) شخص وأكثر، وبشكل يوميّ، والشيخ وأهل بيته جميعاً مرهونون لهذا الفعل العظيم ليلاً نهاراً، مع الشباب المثابرين في العمل.

وقال صاحب المبادرة والمتابع للعمل الشيخ شعبان منصور في كلمة له: لا أبتغي غير وجه الله، وأن يعود الناس إلى الإنسانيّة؛ متقدّماً بالشكر لكلّ الأهالي والفعاليّات الشعبيّة، والجهات الرسميّة؛ لمساهمتها في إنجاز هذا الصرح؛ موضحاً أنّ المشفى هديّة من الشعب للدولة؛ لتخديم أبناء الشعب.

وأضاف الشيخ الجليل: إذا أردت أن تختبر إرادة الرجال في قهر المستحيل، وأن تعرف كيف يتجسَّد الخير والإنسانيّة في رجل، وكيف يثمر العمل الشعبيّ منشآت ومشاريع خدميّة حيويّة مهمّة، قد تعجز مؤسّسات كبرى عن تنفيذها بزمن قياسيّ؛ فاقصد سلحب، لرؤية المشفى المعجزة.

لقد استطاع الشيخ شعبان، ومن يلتفّ حوله من الشباب والأهالي في المنطقة وغيرها من مناطق سوريّة، الذين يقصدون مشروع المشفى للعمل، أن يقهر المستحيل، ويروِّض الصعاب في تحضير موقع لإنجاز مشفى وطنيّ، هو اليوم في مراحله النهائيّة، كان من الصعب تحضيره، لولا إرادة الرجل في قهر المستحيل، وثباته أمام الصعوبات الطبيعيّة؛ فالموقع في منطقة جبليّة وعرة وصخريّة، وثمَّة صعوبة بالغة في وصول الآليّات إليها، ومع ذلك تمّ للشيخ شعبان- وأهل العزم- ما أراده، وتمّ تجهيز الموقع في (27 –2 –2016م)، بعد الحصول على موافقة رئاسة مجلس الوزراء لتنفيذ مشفى بالعمل الشعبيّ بالرقم (325 /1) والتاريخ (15- 3– 2016م)، ويُقدَّمُ لوزارة الصحّة؛ أي للدولة؛ أيّ لخدمة الناس، كلّ الناس من مختلف أنحاء المحافظة، ومناطق سوريّة كلّها، وبالمجان؛ كما هي الخدمات الطبّيّة في القطاع العام، في بلد لا أروع منه ولا أجمل.

ويضيف الشيخ شعبان منصور في ردّه على سؤال مفاده: كيف استطعت أن تجمع كلّ هؤلاء الشباب، الذين يعملون في المشفى اليوم بالمجّان، وعددهم أكثر من (300)؟ قائلاً: مكارم الأخلاق أمانة في عنق كلٍّ منا، وإذا لم تؤدِّ الواجب، الذي هي من أجله، تذهب تلك المكارم وتزول.

ولا أعرف الشباب جميعاً؛ بل أعرف (2%) منهم فقط، وما لمستُ منهم إلّا مكارم الأخلاق، التي اعتمدها رسولنا الأعظم محمّد صلى الله عليه وســـــــلّم في قوله: (إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

وما لحظت فيهم غير هذه الصفة؛ فهم لا يأخذون قرشاً واحداً لقاء عملهم، ولولا ثقتهم بالخالق، وأنّ الله يفي بعمل كلّ منا، لما أتوا للعمل من كلّ المنطقة والمناطق الأخرى، والتوفيق من الخالق.

الأكثر قراءة
فيدوهات مختارة