المهندس محمد صافي حسن
983
4th of December, 2019
العقلُ في الغربةِ قربةٌ، الحمق في الوطن غربة، العقل لم يجنِ على صاحبه قطُّ؛ والعلم من غير عقل يَجني على صاحبه، العقل يظهر بالمعاملة، وشيم الرجال تُعرف بالوفاء، علمٌ بلا عمل كشجرٍ بلا ثمر، العلم أفضل الكنوز وأجملها، خفيف المحمل، عظيم الجدوى، في الملأ جمالٌ، وفي الوحدة أنسٌ، العلم سلطانٌ، من وجده صال به، ومن لم يجده صيلَ عليه، العلم صبغ النفس، وليس يفوق صبغ الشيء حتّى ينظف من كلّ دنس، العلم وراثةٌ كريمةٌ، والآداب حللٌ مجددّةٌ، والفكر مرآةٌ صافيةٌ، العلم يزيد العاقل عقلاً، ويورث متعلمه صفات حمدٍ، فيجعل الحليم أميراً، وذا المشورة وزيراً، ترسخ المودّة على الإنصاف، وتكون الغيرة على قدر الحميّة، وتكون الهموم على قدر الهمم، عليك بأهل الصدق فإنّهم عدّةٌ عند الرخاء، وجُنّةٌ عند البلاء، عليك بالإحسان، فإنّه أفضل زراعةٍ، وأربح بضاعةٍ، عليك بالأدب فإنّه زين الحسب، عليك بالتواضع فإنّه من أعظم الصفات، عليك بالحلم؛ فإنّه ثمرة العلم، عليك بالصبر فإنّه حصنٌ حصين ولباس الصدّيقين، عليك بالورع فإنّه خير صيانةٍ، عليك بمنهج الاستقامة؛ فإنّه يكسبك الكرامة ويكفيك الملامة، عليك بالتواصل والموافقة، وإياك والمقاطعة والمهاجرة، العمل كلّه هباءٌ إلّا ما أُخلص فيه، عمى البصر خير من كثير من النظر، عند الامتحان يُكرم الرجل أو يُهان، عند الإيثار على النفس تتبيّن جواهر الكرماء، عند تحقق الإخلاص تستنير البصائر، عند تناهي البلاء يكون الفرج، عند حضور الشهوات واللذّات يتبيّن ورع الأتقياء، عند فساد النيّة ترتفع البركة، عوّد أذنك حُسن الاستماع، ولا تُصغِ إلى ما لا يزيد في صلاحك استماعه، عوّد نفسك الصبر على جليس السوء، عوّد نفسك فعل المكارم وتحمّل أعباء المغارم تُشرف نفسك، غاية الجود أن تعطي من نفسك المجهود، غاية الإنصاف أن يُنصف المرء نفسه، غاية الاقتصاد القناعة، غاية الإخلاص الخلاص، غاية الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه، غاية العلم السكينة والحلم، غاية المجاهدة أن يُجاهد المرء نفسه، غاية الجهل تبجّح المرء بجهله، غاية اليقين الإخلاص والخلاص، غلبة الهوى تُفسد العقل، غضب العاقل في فعله، وغضب الجاهل في قوله، الكريم يلين إذا اُستعطف، واللئيم يقسو إذا لوطِفَ، الكريم لا يلين على قسرٍ، ولا يقسر على يسرٍ، الكرم نتيجة علو الهمّة وهو فضلٌ والوفاء نبلٌ، والكرم حُسن الفطنة، واللؤم سوء التغافل، كفى بالإيثار مكرمةً، وبالحلم وقاراً، وبالسلامة داءً، وبالتجارب مؤدباً، وكفى بالمرء جهلاً أن يجهل قدره، وكفى بالمرء فضيلةً أن ينقص نفسه، كلّ شيء يحتاج إلى العقل والعقل يحتاج إلى الأدب، كُلْ من الطعام ما تشتهي، والبس من الثياب ما يشتهي الناس، كلّ موّدّةٍ عقدها الطمع حلّها اليأس، وكلّ نجدةٍ تحتاج إلى العقل، وكلّ معونةٍ تحتاج إلى التجارب، كلما ازداد علم الرجل زادت عنايته بنفسه، وبذل في رياضتها وصلاحها جهده، كلما حَسُنت نعمة الجاهل ازداد قبحاً فيها، كمال العلم الحلم، وكمال الحلم كثرة الاحتمال والكظم، كم من إنسان استعبده إحسانٌ، كم من شهوة ساعةٍ أورثت حزناً طويلاً، كم من عقل أسير تحت هوى أمير، كم من حزين وفد به حزنه على سرور الأبد، كُن في الشدائد صبوراً وفي الزلازل وقوراً، كيف يستطيع الإخلاص من يغلبه الهوى، وكيف يستطيع الصلاح من يغلبه الهوى، وكيف ينصح غيره من يغش نفسه.