المهندس محمد صافي حسن
1172
3rd of July, 2019
● قال الحكيم: إيّاك ومصاحبة الكذّاب، فإنّه بمنزلة السّراب، يقرّب البعيد، ويبعِّد لك القريب؛ وإيّاك ومصاحبة الفاسق، فإنّه صاحبَكَ بأكلةٍ أو أقلّ من ذلك؛ وإيّاك ومصاحبة البخيل فإنّه يخذلك في ماله في وقت أنت أحوج ما تكون إليه؛ وإيّاك ومصاحبة الأحمق، فإنّه يريد أن ينفعك فيضرَّك؛ وإيّاكم ومصاحبة القاطع لرحمه، فإنّه أعمى القلب وأصمّ اللب.
● قال الحكيم: احذروا صولة الكريم إذا جاع، واللئيم إذا شبع؛ إقلع الشرّ من صدرك؛ يُدفَع عنك شرّ غيرك؛ إذا قدرت على المسيء إليك؛ فاجعل سلاحك العفو، شكراً للقدرة عليه؛ وإذا تمّ العقل نقص الكلام؛ وإذا هِبْتَ أمراً فقع فيه، فإنّ شدّة توقّيه أعظم ممّا تخاف منه؛ وإذا وصلتْ إليكم أطراف النعم، فلا تنفروا أقصاها بقلّة الشكر؛ وإذا سمعتم خبراً فاعقلوه عقل رعاية لا عقل رواية فإنّ رواة الأخبار كثيرون ورعاته قليلون؛ وأفضل الأعمال ما أكرهت نفسك على تقييده ولجمه؛ وأكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله؛ وأوضع العلم ما وُقِف على اللسان، وأرفعه ما ظهر في الجوارح والأركان؛ وبئس الزاد العدوان على العباد؛ وثمرة التفريط الندامة وثمرة الحزم السلامة.
● قال الحكيم: السخاء ما كان ابتداءً، فأمّا ما كان عن مسألةٍ فحياءٌ وتذمّمٌ؛ ضاعفوا أموالكم بالصدقة، وحصنوها بالنفقة؛ والصبر صبران صبرٌ على ما تكره وصبرٌ عما تحب؛ وفاعل الخير خيرٌ منه، وفاعل الشر شرٌ منه؛ ولا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل ولا ميراث كالأدب، ولا ظهير كالمشاورة.
● قال الحكيم: أترجو ثواب المتواضعين وأنت من المتكبرين؟!، أتطمع وأنت متمرّغ في النعيم تستأثر فيه عن مستحقيه، وتجُد به على متملّقيه فهل أنت من الصادقين!؟ فماذا لو ساويت نفسك بابن الشهيد، ومنعت نفاقك عن ابن التشييد.
● قال الحكيم: العاقل لا يعتذر لأنّه لا يسيء، والمنافق يسيء ويعتذر كلّ يوم؛ وإيّاك أيها العاقل وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا شجرة الحكمة؛ أوصيك أيّها العاقل أن لا تتكلف ما لا تطيق، ولا تتعرَّض ما لا تدرك، ولا تعِد بما لا تقدر عليه، ولا تطلب نتيجةً إلا ما صنعت، ولا تفرح إلا بما نلت من ثمار الحكمة، ولا تتناول إلا ما رأيت نفسك له أهلاً؛ أوصيك أيّها العاقل ترك الظلم؛ لأنّك تصبح كمن لف نفسه بالسلاسل، وصعب عليه التخلص منها؛ وأوصيك أيّها العاقل أداء الأمانة إلى أبناء وطنك، وأن ترضى لهم ما ترضاه لنفسك، واعلم أن للنتائج عواقب فكن على حذر من صعود جبل سهل إذا كان المنحدر وعراً؛ فاصدق حديثك، وأدّ أمانتك، وأحسن خلقك، وكن حليماً، وحافظ على أبناء وطنك، واملك نفسك عند أسباب القدرة، واشف غيظك بالصفح، وادفع الحقد؛ فإنّ ذلك ركن العلم، وامتط مكارم الأخلاق، وكن عادلاً، وتجمل بالصبر، وارتدي ثوب العزيمة، وتجلبب بالشجاعة تدفع عن وطنك أعتى المصائب، وتهزم أشر الأعداء؛ وفي الختام، أوصيك بالمحبّة فإنّها مرآة العقل وظلّ الحكمة.