(زراعة درعا) تعزز تجربة الزراعات الحافظة على حساب التقليدية

درعا - الموارد

388

3rd of April, 2022

أوضح مدير الزراعة في درعا المهندس بسام الحشيش أن مساحات الزراعة الحافظة باتت تتوسع على حساب نظيرتها التقليدية، مبيناً أن نحو (100) مزرعة في المحافظة طبقوا هذه التجربة على مساحات محدودة، وحصلوا على نتائج مهمة، سيما مع قلة الهطولات المطرية وشح الموارد، ما دفع بهذه الزراعة لتكون بديلاً عملياً ومجدياً وأقل تكلفة من الزراعة التقليدية، التي باتت تستنزف الموارد المائية على نحو جائر، في وقت يعاني فيه منسوب المياه الجوفية من تراجع حاد، جراء تتابع مواسم الجفاف للسنوات الأخيرة.

وقال الحشيش إن هذه الزراعة مطبقة في محطة ازرع، منذ عام (2006)، فهي صديقة للبيئة، وتزيد خصوبة التربة، عبر تفكيكها بالديدان بعيداً عن الحراثة، لافتاً إلى أن المحطة زرعت سابقاً بعض المساحات بالقمح، وفي الموسم الجاري زرعتها نفسها بالبيقياء، ولا تقتصر هذه التجربة على منطقة محددة، بل أن المديرية تحاول في كل موسم استكشاف مناطق جديدة تصلح لهذا النوع من الزراعة.

وأشار رئيس برنامج الزراعة الحافظة في "أكساد" الدكتور أيمن العودة إلى أن هذا البرنامج واعد وبديل عن نظم الإنتاج الزراعي التقليدية، بدليل تزايد المساحات المزروعة بالمنتجات المختلفة عاماً إثر عام، مبيناً أن الحافظة تختلف عن التقليدية لجهة عدم فلاحة التربة، والتغطية المستمرة لسطحها ببقايا المحصول السابق، وتطبيق الدورة الزراعية المناسبة.

وأفاد مزارعون بأن تجربتهم مع الزراعة الحافظة كانت مرضية ومشجعة، سيما لجهة التوفير والاقتصاد بالموارد المائية، ليس بسبب نقص وشح هذه الموارد وحسب، بل أيضاً بسبب ارتفاع تكاليف مستلزمات الري والسقاية على نحو مبالغ فيه، ولعل المشكلة الأكبر تكمن في تأمين المحروقات، التي تحتاجها محركات الضخ، صيفاً، على مدار الأربع والعشرين ساعة، خاصة لمحصول البندورة الذي يتطلب سقاية تمتد في أغلب المواسم لأكثر من ستة أشهر، ناهيك عن الخضار الصيفية الأخرى، والتي تشكل درعا سلة غذاء المحافظات الجنوبية منها.

جدير بالذكر، أنه ونتيجة ارتفاع تكاليف المحروقات بشكل غير مسبوق، تحولت الكثير من المشاريع، خلال السنوات الأخيرة، من الاعتماد على هذه المحروقات إلى الطاقة البديلة (الشمسية)، التي تتطلب هي الأخرى تكاليف كبيرة من ألواح وبطاريات وأسلاك وتوصيلات وملاقط وغيرها، ولكن هذه التكاليف محصورة في السنة الأولى للمشروع، الذي لا يتطلب في السنوات اللاحقة سوى القليل من تكاليف استبدال البطاريات وبعض الأسلاك، علماً بأن بعض المزارعين يشكون من رداءة منتجات وتجهيزات الطاقة الرائجة في الأسواق، لكن أغلبها من النوعية منخفضة الجودة والأداء، ما يشكل خسارة مضاعفة للمزارع الذي يضطر لاستبدال هذه التجهيزات وتحمل المزيد من التكاليف، التي ترفع بدورها تكاليف الإنتاج عليه وعلى الحلقات الوسيطة والمستهلك النهائي.

الأكثر قراءة
فيدوهات مختارة